شبكة الاتصالات غير الشرعية في ترشيش

 

الجلسة العامة - 14 كانون الأول 2011

الرئيس: الكلمة للزميل سامي الجميل.

سامي الجميل: دولة الرئيس،
لا يمكننا إلا ان نلاحظ التناقض بين كلام الوزارات الأربع. الوزير صحناوي قال انه لا توجد شبكة ثانية. وزير الداخلية قال انه كانت هنالك قساطل ثانية وشبكة ثانية.

أولاً: يجب ان نتفق هل كانت توجد شبكة ثانية أم لا؟ هذه نقطة. مع العلم اننا كنا متأكدين من أن هناك شبكة ثانية وهذه الشبكة قساطلها مختلفة عن القساطل التي كانت وزارة الاتصالات تمدها. ومع العلم انه جاء مسؤولون رسمياً بأسم حزب الله تحدثوا مع رئيس بلدية ترشيش وطلبوا منه التعاون لأن هذه الشبكة هي للمقاومة ويجب الافساح في المجال أمام هؤلاء العمال كي يقوموا بأعمالهم.

فبالتالي السؤال ليس حول ما إذا كانت توجد شبكة ثانية أم لا، بل لماذا الدولة اللبنانية، بوزير من وزرائها تخبىء على المواطنين، وتفكر ان هناك شبكة أخرى كانت تمد على شبكة الدولة اللبنانية الرسمية؟ لماذا تنكر؟ في الوقت نفسه يقول وزير آخر في الحكومة انه صحيح توجد قساطل أخرى في قياسات أخرى كانت تمد وتم سحبها وتوقف العمل بها. لانه صحيح ان هذه القساطل سحبت وتوقف العمل فيها بعد قيامنا نحن بالاعتراض عليها وبعد إثارة الموضوع في الإعلام، وتوقفت هذه الشبكة وتم سحب هذه القساطل الموجودة في هذا المكان بانتظار المد. تم سحبها بعد مداخلة من قائد الجيش ومن مسؤولين في الدولة اللبنانية كانوا يتعاطون مع حزب الله لتجنيب المنطقة المشاكل أو لوقف هذا الخلاف على الإعلام.

أنا صراحة سألت هذا السؤال منذ ذلك الوقت. كنت أود ان نتطرق إلى الموضوع في ذلك الوقت ليحسم ويعالج. ولكن الجلسة حصلت اليوم فبالتالي هذا السؤال يطرح اليوم.

أنا سأنطلق من هنا دولة الرئيس، لأقول انه حسماً لموضوع ترشيش مسؤول العلاقات العامة في حزب الله شخصياً جاء إلى بلدية ترشيش واجتمع مع رئيس بلدية ترشيش وطلب منه التعاون. هذه مسألة ليس مسألة نتسلى بها أو نطرحها على سبيل « الحكي ». وأنا أكيد ان الزملاء في حزب الله ربما يستطيعون أن يؤكدوا ذلك لأنه بالنتيجة هو مسؤول رسمي جاء واجتمع مع مسؤول رسمي في الدولة اللبنانية وهو رئيس بلدية ترشيش. وحصل نوع من التلميح ب 7 أيار جديدة أو نوع من التهويل على أهالي ترشيش في حال لم يتعاونوا مع هذه الشبكة.

أنا جداً مرتاح بأن عولج هذا الموضوع بشكل انه تم سحب هذه القساطل ولم تمد هذه الشبكة بناء على تعاون من وزير الداخلية ومن قائد الجيش وكل المسؤولين في الدولة. ولكن ما أريد قوله انه تم توقيفها في ترشيش ولكن في مناطق أخرى لم تتوقف لانه لا يوجد اناس يعترضون. وهنالك أشخاص يخافون ان يعترضوا. في حين ان رئيس بلدية ترشيش كانت لديه الجرأة ليعترض، في أماكن أخرى هنالك أشخاص لا يعترضون. هذه الشبكة اليوم تمتد على جميع الأراضي اللبنانية على الأملاك العامة من دون استئذان من أحد. وهذا تبين من خلال كتاب وزير الأشغال ومن خلال كتاب وزير الاتصالات بأن هذه الشبكة تمد على الأملاك العامة في كل لبنان من دون استئذان أحد ومن دون أخذ رأي أحد.

أنا انطلق من هنا لأقول ان ما يحصل في لبنان هو استباحة لأمن اللبنانيين من قبل مجموعة غير رسمية وغير مكلفة وغير موكلة من قبل الشعب اللبناني بالقيام بأعمال أمنية على الأراضي اللبنانية من دون استئذان أحد. وأنا أحب ان ارى أين هو هذا القانون الذي يسمح لهذه المجموعة، وهو غير المبادىء العامة التي يحدثوننا عنها ان كان «بكلمتين » في البيان الوزاري اسمها: « جيش وشعب ومقاومة أو ببعض الشعارات التي نسمعها والتي تطلقها مرغمة بها الدولة اللبنانية، أريد ان أعرف أين هو القانون الذي بموجبه أوكل المجلس النيابي اللبناني مجموعة من اللبنانيين غير رسمية وغير شرعية بالقيام بأعمال أمنية على الأراضي اللبنانية، سواء كانت هذه الأعمال لها علاقة بمراقبة أي كان ومحاكمة أي كان وتوقيف أي كان والتحقيق مع أي كان. أريد ان أعرف أين هو هذا القانون في الدولة اللبنانية الذي يسمح لفرد لبناني بأن يمسك أي لبناني اخر ويحاسبه أو يحقق معه أو يوقفه؟ انطلاقاً من هنا دولة الرئيس...

الرئيس: يا زميلنا، شيخ سامي لنبقَ في موضوع السؤال.

سامي الجميل: بالموضوع، هذه الشبكة موجودة للكشف عن عملاء حسبما يقولون. انما انا برأيي هي لمراقبة كل الناس المعترضين على هذه المبادىء والثوابت التي يتحدثون عنها هم لأننا نحن اتهمنا بالعمالة، ونحن اتهمنا بأننا نقف بوجه هذا الموضوع بالتالي باسم محاربة العملاء تتم محاربتنا نحن ومراقبتنا نحن. ونحن اليوم موجودون ومستباحون أمنياً على كل الأراضي اللبنانية، نحن من لا يستطيع الخروج من بيوتنا، ونحن «مزروبين» في بيوتنا ونحن من يغتال ونحن من تحصل بنا كل أنواع الارتكابات.

انطلاقاً من هنا دولة الرئيس، أنا أريد أن انطلق من هنا لأقول ان هذه الشبكات التي تبريرها هو ضبط لبنان أمنياً من خلال هذا التبرير، تحصل استباحة لكل الأراضي اللبنانية لأن هذه الشبكة ليست فقط شبكة جسدية لها علاقة بقساطل أو بامدادات، هذه لها علاقة بعناصر من حزب الله موجودين وممتدين في كل المناطق واعترف بهم زميلنا النائب نواف الموسوي حين قال: «نحن نترقب بعض العملاء بمناطق الضبية وجونية»...

الرئيس: يا شيخ سامي، لحظة لك عشر دقائق وحبة مسك. انما ابقَ ملتزماً بالموضوع.

سامي الجميل: هذا بالموضوع.

الرئيس: لا، ليس بالموضوع. أكمل.

سامي الجميل: دولة الرئيس،

أنا بسؤالي، سألت الحكومة عن قدرة حزب من الأحزاب اللبنانية ­ وهذا موجود في السؤال ­ بالتصرف بالأملاك العامة وانشاء شبكات، وانشاء «إذا بدك» بنيان أمني في لبنان مختلف وبغض النظر عن الدولة اللبنانية.
أنا أسأل سؤالاً، انطلاقاً من هنا، كيف يحق لهذه المجموعة التصرف بهذا الشكل مع اللبنانيين، وترقب بعض الناس، ومتابعة بعض الناس من خلال شبكات اتصال أو غير شبكات اتصال من دون ان يمر هذا الشيء بالدولة اللبنانية، ومن دون أي توكيل من الدولة اللبنانية؟

أنا أسأل السؤال الأخير وأنهي كيف يصدر عن نائب لبناني هذا التصريح: « يجب على من يعتبر نفسه عميلاً ان يسلم نفسه لأجهزة المقاومة». نائب لبناني كيف يقول انه يجب ان يسلم نفسه لجهة غير رسمية ولا علاقة لها بالأجهزة الأمنية! كيف يحصل ذلك؟! ما هو القانون الذي يرعى هذا التوقيف إذا حصل؟ ما هي مدة الاعتقال؟ هل يحق لمحامٍ أو لا ؟ هل هنالك جلسات علنية أم لا؟ أين توجد هذه القصة دولة الرئيس؟!
اسمح لي أنا أقول هذا الكلام لأن هذه الأمور مرتبطة ببعضها. لا يمكن لأحد أن يتحدث عن موضوع ولا يتحدث عن الثاني. هناك استباحة دولة الرئيس. أنا أشعر من خلال الكلام الذي حكي انه لم يعد هنالك حدود للكلام.

الرئيس: «خلص الكلام».

سامي الجميل: أنا نائب عن منطقة ذكرت اليوم على لسان أحد الزملاء يقول انه هو يترقب في قلب هذه المنطقة من دون أي توكيل من أحد، من أناس لبنانيين أو غير لبنانيين دون ان يكون هذا الأمر بناء على توكيل من أحد.
هذا الشيء بالنسبة لنا غير مقبول. وبالنسبة لنا لا يفترض ان تقبل الدولة اللبنانية والحكومة اللبنانية أن تستباح سلطتها وسيادتها على كل الأراضي اللبنانية وشكراً.

الرئيس: شكراً. أصلاً استغرقت مدة العشر دقائق. هل لديك ما تقوله دولة الرئيس؟

رئيس الحكومة: لا.

الرئيس: هل تكتفي بالجواب أم لا؟

سامي الجميل: أنا لم اكتفِ دولة الرئيس.

الرئيس: إذاً تحول السؤال إلى استجواب.

سامي الجميل: نعم.

نواف الموسوي: أقول، هذه المقاومة ستقوم بما تراه مناسباً لحماية لبنان ولحماية شبكة الاتصالات التي استهدفت بالأمس من العدو الإسرائيلي ولم نسمع تعليقاً من أحد.

­

مشادة كلامية بين النائبين نواف الموسوي وسامي الجميل ­

سامي الجميل: ونحن دولة الرئيس نطلب الحماية من المقاومة. هم يريدون حماية ونحن نريد حماية أيضاً منهم. لأنهم موجودون عندنا في كل بيت، موجودون على الطرقات، وموجودون بين الناس، لا أحد أوكلهم بذلك. دولة الرئيس،

الرئيس: إذا بتريد يا شيخ سامي.

سامي الجميل: هو يتناول تاريخنا وشهداءنا. نحن لا نتوجه إليه بهذا الكلام. ليحترم تاريخ جزء من اللبنانيين دافعوا عن هذا البلد.

الرئيس: لا أريد أن أسمع لأحد دعوني أتكلم. يا زميلنا السيد نواف أنت تعرف انني من مؤسسي المقاومة وأنت تعرف انه ليس هكذا ندافع عن المقاومة.

وأنا أوجه لك تنبيهاً، عندما تأخذ الكلام بالنظام يجب ان تتقيد باستمرار بالنظام. أنت في البداية أخذت بالكلام من الناحية القانونية. لكن لم يكن ضرورياً الوصول إلى هذا الكلام. وأنا أشطب كل العبارات النابية التي وردت سواء منك ومن الزميل هنا... كل العبارات تشطب من كل الأطراف التي صدر عنها أي كلام نابٍ في هذا الأمر.

وآسف أن يصدر هذا الكلام. نحن نحوّل ساحتنا، بدل ان تكون ساحة لجمع الشمل تكون ساحة بهذا الشكل.

سامي الجميل: أنا احترم نفسي واحترم شهداءهم واحترم المقاومة واحترم كل شيء يمثلونه. أنا ما كنت أطلبه ان يحترموننا ويحترموا رأينا يا دولة الرئيس.

الرئيس: لذلك نحن وجهنا الملاحظة له. أتمنى ان ينتهي الأمر عند هذا الحد فقط.

تواصل معنا